أثرت حرب “السيوف الحديدية” التي اندلعت في تشرين ثاني/أكتوبر الماضي تأثيرًا عميقًا على مختلف مستويات حياتنا، وستظل آثارها في مختلف المجالات جزءًا من حياتنا لسنوات عديدة قادمة. يُقدّر الاستثمار المالي في الحرب وتداعياته على الاقتصاد بعشرات المليارات، والتي سيتم استثمارها في إعادة ترميم بلدات محيط غزة (الغلاف) المدمرة وفي إعادة السكان إلى منازلهم (إلى جانب سكان الشمال الذين تم إجلاؤهم)، وهي زيادة كبيرة في ميزانية الدفاع في السنوات القادمة بسبب النفقات العسكرية الضخمة وبالطبع التكلفة الضخمة للاقتصاد بأكمله بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي والانخفاض المتوقع في الإنتاجية. إلى جانب كل ذلك، قد يكون هناك أيضًا أمل وعزاء في حقيقة أنه بعد الصدمات الوطنية مثل الحروب، تأتي أحيانًا فترة من الازدهار في الاقتصاد. ينعكس هذا الازدهار بعدّة أشكال، مثل زيادة الطلب على القوى العاملة ذات المهارات، فتح شركات جديدة (خاصة التكنولوجية) وسعي رواد الأعمال من مختلف المجالات إلى استرداد قدرتهم على جمع الأموال ودفع عجلة الاقتصاد في اتجاهات الابتكار والنمو بسرعة كبيرة.
تأثر سوق الطيران الإسرائيلي أيضا بشدة جرّاء الحرب. قررت شركات الطيران الأجنبية التي تشغّل رحلات منتظمة طوال أيام الأسبوع إلى إسرائيل، بما في ذلك شركات الطيران الأوروبية والأمريكية وغيرها، وقف جميع الرحلات إلى إسرائيل فور اندلاع الحرب، بسبب خوفها من آثارها. بالرغم من أن الأسابيع الأخيرة شهدت عودة تدريجية للعديد من شركات الطيران الأجنبية التي جددت رحلاتها إلى إسرائيل، إلا أن العديد منها ما زالت ترتئي – في هذه المرحلة – “الجلوس على السور” وانتظار التطورات التي تُفضي إليها الحرب. أوقفت شركة الطيران Air Canada، التي كانت تشغل قبل الحرب خطوطا منتظمة إلى وجهتين رئيسيتين في كندا، نشاطاتها، ولا توجد حاليًا أي معلومات حول ما إذا كانت ستستأنف رحلاتها إلى البلاد، ومتى. أعلنت British Airways أنها ستستأنف رحلاتها إلى إسرائيل فقط في 1.4.24 بعد ستة أشهر من التوقف الكامل للنشاط، كما فعلت شركات مثل KLM الهولندية و IBERIA الإسبانية و Delta الأمريكية. في الواقع، من خلال قرارها بوقف رحلاتها إلى إسرائيل، قدّمت شركات الطيران الأجنبية حصّتها السوقية التي كانت بحوزتها في سوق الطيران الإسرائيلي إلى شركات الطيران الإسرائيلية التي لم تتوقف عن الطيران من وإلى إسرائيل ولو للحظة. لذلك ليس من المستغرب أن تكون شركات الطيران الإسرائيلية في فترة من الازدهار: فالطائرات لجميع الوجهات ممتلئة، كما ارتفعت قيمة أسهمها في الأشهر الأخيرة بعشرات النّسب المئوية، وقد أصدرت جميع شركات الطيران الإسرائيلية تقارير تشير إلى أرقام قياسية في الأداء خلال الربع الأول من عام 2024. أدّى هذا النمو والازدهار الاقتصادي الذي شهدته شركات الطيران الإسرائيلية خلال هذه الفترة لتوفر أموال نقدية كثيرة في حوزتها تتم ترجمتها إلى طائرات حديثة (وقعت إل عال مؤخرًا عقدًا جديدًا مع بوينغ لشراء ثلاث طائرات دريملاينر جديدة)، تدشين رحلات إلى وجهات جديدة وكذلك توظيف موظفين في مختلف مجالات عالم الطيران.
من بين شركات الطيران الإسرائيلية، تتربّع شركة إل عال في موقع بارز، حيث إنها أكبر بكثير من الشركات الأخرى (يسرا-إير وأركيع) وتقدم أيضًا لركابها عددًا أكبر من وجهات الطيران. وجدت إل عال نفسها الوحيدة التي تتطير إلى الكثير من الوجهات حول العالم، دون أي منافسة أو تقاسم للسوق مع أي شركة طيران أخرى، سواءً أجنبية أو إسرائيلية، وهذا بالطبع له تأثير كبير علينا نحن، جمهور الركاب. تعالوا نأخذ مثالا الخط إلى نيو يورك، وهي حتما وجهة الطيران الأبرز والأكثر أهمية بالنسبة لـ إل عال. حتى قبل اندلاع الحرب، تقاسمت إل عال الحصّة السوقية إلى هذه الوجهة مع ما لا يقل عن شركتي طيران أجنبيتين إضافيتين، شركة Delta وشركة United Airlines. قبل الحرب، كانت إل عال تشغّل 3 رحلات يومية إلى نيويورك، ذهابا وإيابا، لأجل تلبية الطلب على هذا الخط، كما فعلت الشركات الأجنبية ذلك أيضا. لكن، بسبب قرار الشركات الأجنبية وقف رحلاتها إلى إسرائيل منذ اندلاع الحرب، زادت شركة إل عال سيطرتها على الحصّة السوقية ورفعت عدد الرحلات اليومية إلى هذه الوجهة بصورة ملحوظة. هناك أيام تغادر فيها 6 أو 7 رحلات جوية من مطار بن غوريون إلى نيو يورك ذهابًا وإيابًا، وجميع الرحلات الجوية ممتلئة بالكامل! الوضع شبيه تماما بالنسبة لوجهات أخرى، بما في ذلك لوس أنجلوس، باريس، روما، لندن، أمستردام، فرانكفورت وغيرها. أثناء كتابة هذا التقرير، تجد إل عال صعوبة في تلبية الطلب المتزايد، وما يمنعها من تلبية الطلب على تذاكر الطيران إلى وجهات مختلفة هو أنها لا تملك طائرات كافية… والأسعار؟ في السماء!
في الوضع الذي نشأ، تتوق شركة إل عال وغيرها من شركات الطيران الإسرائيلية لزيادة حجم القوى العاملة لديها، لأجل تلبية الطلب على رحلات الطيران، والذي من المتوقع أن يزداد قبيل عيد الفصح العبري، أشهر الصيف وأعياد تشرين. لذلك، فإن هذه الشركات تقوم بتوظيف أشخاص مهنيين من مختلف مجالات الطيران، وبصورة خاصة مضيفي ومضيفات الطيران. ينقص شركة إلى عال العشرات من مضيفي ومضيفات الطيران لتلبية الطلب المتوقع، وهي تخطط لافتتاح دورة مضيفي ومضيفات طيران كل شهر، على مدار الأشهر القادمة، وأحيانًا أكثر من دورة واحدة في الشهر.
هنا يأتي دور معهد الجليل! لا يُعتبر التصنيف لدورة مضيفي ومضيفات الطيران في شركة إل عال وشركات الطيران الأخرى سهلا، وهو منوط بمراحل تصنيف مختلفة عليكم اجتيازها في الطريق إلى تحقيق الحلم. معهد الجليل مسؤول عن نجاح العشرات من المرشحات والمرشحين من جميع أطياف المجتمع الإسرائيلي ممّن اجتازوا إجراءات التصنيف بنجاح، بفضل الإعداد المهني والدقيق الذي تلقّوه، وهم الآن متدربون ومتدربات في الدورة المرموقة أو أتمّوها بالفعل ويعملون في إحدى الشركات الأكثر ازدهارا في الاقتصاد الإسرائيلي، يستمتعون بظروف عمل مُفضّلة و “يعيشون الحلم”…
ما الذي يجب معرفته عن التصنيف لدورة مضيفي ومضيفات الطيران؟ أولاً، بضع كلمات حول شروط القبول لمضيفي ومضيفات الطيران: ليس عليكِ أن تكوني عارضة ولا عليك أن تكون شابًا في العشرينات من العمر! تتوجّه إل عال، منذ وقت طويل، للمرشحين والمرشحات الأكبر سنّا، وفي كل رحلة جوية ستجدون ضمن أفراد الطاقم مضيفين ومضيفات كانوا في سابق عهدهم في عالم الهايتك، محاميات، أصحاب أعمال خاصّة وغيرهم. إل عال هي انعكاس لصورة المجتمع الإسرائيلي بأكمله، من منطقة دان وحتى إيلات، من كل الأجناس، الألوان والثقافات، وهي تتوجّه للمرشحين والمرشحات من مختلف أجزاء المجتمع الإسرائيلي. ستجدون فيها مضيفات من الطائفة الدرزية، مسيحيين، مسلمين وحتى مضيفة بدوية واحدة! الحد الأدنى من الطول المطلوب لوظيفة مضيف/ة الطيران هو 1.60 متر، ومن الضروري معرفة السباحة. الحد الأدنى من التعليم المطلوب للدورة هو 12 سنة تعليمية والتمكّن بصورة جيدة من اللغة العبرية.
تتضمّن إجراءات التصنيف اختبارا للمهارات، مقابلات شخصية عبر الإنترنت ووجها لوجه باللغتين العبرية والإنجليزية (نعم، هناك حاجة لإجادة اللغة الإنجليزية لكي تكوني مضيفة طيران…)، اختبار الشخصية واختبار التفاعل (الديناميكية) الجماعي، لكن، أولا وقبل كل شيء، وأهم من كل ذلك – يجب أن يكون لديكم وعي خدماتي متطور ويجب أن تحبوا عالم الخدمة. تفحص إجراءات التصنيف مدى ملاءمتكم من خلال تشكيلة من أدوار المحاكاة لحالات خدماتية غالبيتها مأخوذة من عالم الطيران.
على سبيل المثال: تخيّلوا أنكم مضيفون في رحلة من باريس إلى تل أبيب، وفجأة يتوجه لكم مسافر غاضب يشتكي من أن المسافرة التي تجلس بجانبه تقوم بتغيير حفاضة ابنها على الكرسي الملاصق له (ومنعا للالتباس – يدور الحديث عن الرقم 2…). كيف ستتعاملون مع المسافر؟ ما هي الحلول التي يمكنكم اقتراحها عليه؟ هل ستتوجهون للمسافرة والدة الطفل، وماذا ستفعلون معها؟ ليس بمقدور كل شخص مواجهة مثل هذه الحالة، ولا يرغب الجميع بمثل هذا التحدّي… هذا لا يشبه الحالات الأخرى التي يواجهها الأشخاص الذين يعملون في مجال تقديم الخدمة، لكن نحن سنعلّمكم وندرّبكم على مختلف الحالات.
ختامًا، يشهد سوق الطيران الإسرائيلي في هذه الأيام ازدهارا ونموا غير مسبوقين منذ سنوات كثيرة. تركت حرب السيوف الحديدة سماء إسرائيل بين يدي شركات الطيران المحلية التي وجدت نفسها بدون منافسة تقريبا على رغبة عشرات آلاف الإسرائيليين بشراء تذاكر الطيران بأي ثمن ولأي وجهة ممكنة. يمكنكم أنتم أيضا الاستفادة من هذا الازدهار لأن شركات الطيران تقوم حاليا بتجنيد الموظفين من مختلف المجالات، وبضمنها مضيفي ومضيفات الطيران، إحدى المهن المطلوبة والمرغوبة كثيرا حول العالم. جميعنا نتخيّل مثل هذه الحياة… الجلوس في مقهى مع كوراسون طازج في جادة الشانزلزيه في باريس، التجوّل في ممرات متحف MOMA في نيو يورك أو في أزقّة الأسواق المزدحمة في بانكوك، كل هذه وغيرها من التجارب الممتعة – في نفس الشهر!
تريدون سماع المزيد؟ ادخلوا الموقع الإلكتروني التابع لمعهد الجليل لقراءة المزيد حول دورة مضيف/ة طيران في إل عال. في موقع معهد الجليل، ستجدون معلومات عملية حول يوم التصنيف لدورة مضيفي الطيران في إل عال، ليكون بإمكانكم اجتيازه بنجاح.
دائما معكم، حتى السّماء!
بالنجاح!
معهد الجليل